فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأكثر من هذا، فإن مجتمع المهاجرين هؤلاء الذين ضمتهم مدينة الرسول، كانوا الوجه الذي تجلى فيه دين الله، وعزت به شريعته. ومن هؤلاء المهاجرين، كان صحابة رسول الله، وخلفاء رسول الله.
وأكثر من هذا أيضا، فإن القرآن الكريم، قد أجرى ذكرا خالدا لهؤلاء المهاجرين، وأشار إلى منزلتهم العليا عند الله، وما أعد لهم من أجر عظيم، وثواب كريم، لم يشاركهم في هذا أحد من المسلمين، إلا الأنصار، الذين نزل المهاجرون ديارهم، ووجدوا ما وجدوا من برهم وإحسانهم.
وهكذا، استظل المهاجرون بظل هذا النداء الكريم. {يا عبادى} فكانوا منه في نعمة سابغة، وفضل عظيم، في الدنيا والآخرة جميعا.
وفي قوله تعالى: {إن أَرْضي واسعَة}. توجيه لأنظار المسلمين إلى سعة ملك الله سبحانه وتعالى، وإلى أن يمدوا أبصارهم إلى أبعد من هذا الأفق الضيق المحدود، الذي يعيشون فيه، والذي يحسب كثير منهم أن الأرض كلها محصورة في هذه الرقعة التي يتحركون عليها، ويضطربون فيها. وكلا فإن أرض الله واسعة، أكثر مما يتصورون فليخرجوا من محبسهم هذا، ولينطلقوا في فجاج الأرض، الطويلة العريضة، وسيجدون في منطلقهم هذا، سعة من ضيق، وعافية من بلاء. والله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَنْ يُهاجرْ في سَبيل الله يَجدْ في الْأَرْض مُراغَمًا كَثيرًا وَسَعَةً} (100: النساء).
وقوله تعالى: {فَإيايَ فَاعْبُدُون}. أي فاجعلوا عبادتكم لى وحدي، لا تشركون بعبادتي أحدا.
والفاء في قوله تعالى: {فَإيايَ} تفيد السببية. حيث كشف قوله تعالى: {إن أَرْضي واسعَة} عن إضافة هذه الأرض إلى الله سبحانه، كما كشف عن سعة هذه الأرض، وأن أي مكان ينزل منها الإنسان فيه، هو في ملك الله وإذ كان ذلك كذلك، وجب أن يفرد وحده سبحانه بالعبادة، كما أفرد جل شأنه بالملك.
هذا، والآية الكريمة دعوة سماوية إلى تحرير الإنسان، جسدا، وعقلا، وقلبا، وروحا، من كل قيد مادى، أو معنوى، يعطل حركته، أو يعوق انطلاقه، أو يكبت مشاعره، أو يصدم مشيئته، أو يقهر إرادته.
ففى أي موقع من مواقع الحياة، وعلى أي حال من أحوالها، لا يجد فيه الإنسان وجوده كاملا محررا من أي قيد، ثم لا يعمل جاهدا على امتلاك جريته كاملة- يكون ظالما لنفسه، معتديا على وجوده.
وإذا كانت دعوة الإسلام قد جاءت لتحرير الإنسانية من ضلالها، وفرضت على المؤمنين أن يجاهدوا الضلال والضالين، وأن يبذلوا في سبيل ذلك دماءهم وأموالهم، فإن الجهاد الحق في أكرم منازله، وأعلى درجاته، هو الجهاد في تحرير المؤمن نفسه أولا، وفي تخليصها من كل قيد يمسك بها على مربط الذل والهوان، ويحملها على أن تطعم من مطاعم الذلة والمهانة، وفي هذا يقول الله تعالى: {إن الذينَ تَوَفاهُمُ الْمَلائكَةُ ظالمي أَنْفُسهمْ قالُوا فيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنا مُسْتَضْعَفينَ في الْأَرْض قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله واسعَةً فَتُهاجرُوا فيها فَأُولئكَ مَأْواهُمْ جَهَنمُ وَساءَتْ مَصيرًا} (97: النساء).
فلقد توعدهم الله سبحانه وتعالى بالعذاب الأليم في الآخرة، لأنهم باستخزائهم وضعفهم، قد باعوا دينهم، واسترخصوا مروءتهم، فكانوا سلعة في يد الأقوياء، لا يملكون معهم كلمة حق يقولونها، ولا يجدون من أنفسهم القدرة على دعوة خير يدعون بها وإنه هيهات أن يسلم لإنسان دين أو خلق، إلا إذا تحرر من كل ضعف واستعلى على كل خوف.
ومن هنا كانت دعوة الإسلام متجهة كلها إلى تحرير الإنسان، عقلا وقلبا وروحا، كما كانت دعوته إلى تحرير الإنسان وجودا وجسدا.
وقد يكون الإنسان حرا طليقا في المجتمع الذي يعيش فيه، لا يرد عليه من الجماعة وارد من ضيم أو ظلم، ومع هذا فهو أسير شهواته، وعبد نزواته، وتبيع هواه لا يملك من أمر وجوده شيئا ومن هنا كان أول ما يجاهد الإنسان هو جهاد النفس، والأهواء المتسلطة عليه منها، وهذا ما قصد إليه الرسول الكريم من قوله، وقد عاد من إحدى غزواته: «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر قالوا يا رسول الله: وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس».
قوله تعالى: {كُل نَفْسٍ ذائقَةُ الْمَوْت ثُم إلَيْنا تُرْجَعُونَ}.
هو تهوين من شأن الدنيا في عين المؤمنين الذين يتهيئون للهجرة. فقد يحضر كثيرا منهم- وهو يأخذ عدته للهجرة- وارد من واردات الإشفاق على الأهل والولد، وما يلقى من لهفة وحنين لفراقهم، وما يجدون هم من أسى وحسرة لبعده عنهم. إلى غير ذلك مما يقع للمرء من تصورات وخواطر في مثل هذا الموقف- فجاء قوله تعالى: {كُل نَفْسٍ ذائقَةُ الْمَوْت} مهونا من شأن هذه الحياة الدنيا، فإن نهاية كل حى فيها هو الموت. وإذ كان ذلك هو شأنها، فإن التعلق بها وبأهلها، وبأشيائها، هو متاع إلى حين، ثم ينصرم الحبل بين الإنسان وبين كل ما يمسك به من هذه الدنيا، طال الزمن أو قصر- فإذا كان ما يمسك الإنسان من هذه الدنيا شيء يحول بينه وبين الطريق إلى الله، وإلى ما عند الله من ثواب عظيم وأجر كريم- فإن هذا الشيء مهما غلا، هو عرض زائل، وظل حائل، لا حساب له إلى جانب الباقيات الصالحات، وما وعد الله سبحانه عليها، من رضوان وجنات فيها نعيم مقيم.
قوله تعالى: {وَالذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصالحات لَنُبَوئَنهُمْ منَ الْجَنة غُرَفًا تَجْري منْ تَحْتهَا الْأَنْهارُ خالدينَ فيها نعْمَ أَجْرُ الْعاملينَ الذينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبهمْ يَتَوَكلُونَ}.
فهذه هي الحياة الباقية، التي ينبغى للإنسان أن يعمل لها، ويحرص الحرص كله على ألا يعوقه شىء- أيا كان- عن السعى في تحصيل كل ما هو مطلوب لها فالذين آمنوا بالله، وعملوا الصالحات، موعودون من الله سبحانه وتعالى أن ينزلهم من الجنة أكرم منازلها، وأن يحلهم منها في غرفات يجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها، لا يتحولون عنها وذلك هو جزاء العاملين، وإنه لنعم الجزاء.
وإن أبرز صفات العالمين، الذين يداومون على العمل ويحسنونه، هو الصبر، والتوكل على الله، فبالصبر يقهر الإنسان كل دواعى الضعف والتخاذل، وبالتوكل على الله والتسليم له، وتفويض الأمور إليه، يحلو المر، ويستساغ الضر وبهذا يظل العامل آخذا مكانه في موقع العمل، فيما يرضى الله، لا يتحول عنه أبدا.
وفي قوله تعالى: {لَنُبَوئَنهُمْ منَ الْجَنة غُرَفًا} وعد مؤكد، بالقسم، ونون التوكيد وليس وعده سبحانه في حاجة إلى توكيد، فهو محقق لا شك فيه. ولكن لتطمئن قلوب المؤمنين، ولتثبت أقدامهم على الطريق الشاق الذين يأخذونه إلى الهجرة، وما يعترضهم عليه من دواعى الإشفاق من فراق الأهل والولد.
قوله تعالى: {وَكَأَينْ منْ دَابةٍ لا تَحْملُ رزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإياكُمْ وَهُوَ السميعُ الْعَليمُ}.
هو تطمين لقلوب المسلمين المدعوين إلى الهجرة، والذين استجابوا لها، وأعدوا العدة لإمضائها، أو للذين هم قد هاجروا فعلا، وانقطعت موارد رزقهم التي كانت في أيديهم، بين أهلهم وفي ديارهم وإنه لن يأسى المسلمون على ما تركوا وراءهم من مال ومتاع، ولن يهتموا كثيرا لأمر المعاش، ولن يشغلوا به. فالله سبحانه الذي يرزق الدواب في القفار، والطيور في السماء، هو الذي يتكفل بأرزاق الناس، وأن سعيهم في وجوه الأرض، وما يبذلون من حول وحيلة، إنما هو أسباب موصلة إلى ما قدر الله لهم من رزق. ولن ينال أحد مهما جد وسعى غير ما هو مقدور له.
وقوله تعالى: {وَكَأَينْ منْ دَابةٍ لا تَحْملُ رزْقَهَا} إشارة إلى أن كثيرا من الدواب لا تستطيع أن تحمل رزقها، أي تحصله بنفسها، وتصل إليه بسعيها. وأقرب مثل لهذا مواليد الحيوان، حيث سخر الله لها الأمهات والآباء لتعمل على إطعامها، بل وتزقه في فمها، وتلقيه في جوفها. وإذا بدا لنا أن بعض الدواب كالأسود والذئاب ونحوها قادرة على انتزاع غذائها من الحياة، فإن ذلك لا يعدو في حقيقته أن يكون رضاعة من ثدي الطبيعة التي خلقها الله على هذا النظام البديع المعجز، الذي يجد فيه كل كائن رزقه الذي يحفظ عليه وجوده. وكذلك الناس بين أقوياء وضعفاء، وبين ذوى حيلة ومن لا حيلة لهم. كلهم جميعا يرزقون من فضل الله، ويحصلون على ما قدر لكل منهم من رزق. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: {اللهُ يَرْزُقُها وَإياكُمْ}. أي فكما ترزق هذه الدواب التي لا حيلة لها في تحصيل قوتها، كذلك ترزقون أنتم أيها المهاجرون، وقد بدا لكم أنه قد انقطعت عنكم أسباب معيشتكم. والله سبحانه وتعالى يقول: {وَما منْ دَابةٍ في الْأَرْض إلا عَلَى الله رزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرها وَمُسْتَوْدَعَها كُل في كتابٍ مُبينٍ} (6: هود).
وقوله تعالى: {وَهُوَ السميعُ الْعَليمُ} أي سميع لما تدعون به من حاجاتكم، عليم، بما تحتاجون إليه، وإن لم تسألوا شيئا. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{يَا عبَاديَ الذينَ آمَنُوا إن أَرْضي وَاسعَة فَإيايَ فَاعْبُدُون (56)}.
استئناف ابتدائي وقع اعتراضًا بين الجملتين المتعاطفتين: جملة: {والذين ءامنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون} [العنكبوت: 52] ، وجملة: {والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لَنُبَوئَنهم من الجنة غُرفًا} [العنكبوت: 58] الآية.
وهذا أمر بالهجرة من دار الكفر.
ومناسبته لما قبله أن الله لما ذكر عناد المشركين في تصديق القرآن وذكر إيمان أهل الكتاب به آذن المؤمنين من أهل مكة أن يخرجوا من دار المكذبين إلى دار الذين يصدقون بالقرآن وهم أهل المدينة فإنهم يومئذ ما بين مسلمين وبين يهود فيكون المؤمنون في جوارهم آمنين من الفتن يعبدون ربهم غير مفتونين.
وقد كان فريق من أهل مكة مستضعفين قد آمنوا بقلوبهم ولم يستطيعوا إظهار إيمانهم خوفًا من المشركين مثل الحارث بن ربيعة بن الأسود كما تقدم عند قوله تعالى: {ومن الناس من يقول ءامنا بالله} في أول هذه السورة [العنكبوت: 10] ، وكان لهم العذر حين كانوا لا يجدون ملجأ سالمًا من أهل الشرك، وكان فريق من المسلمين استطاعوا الهجرة إلى الحبشة من قبل، فلما أسلم أهل المدينة زال عذر المؤمنين المستضعفين إذ أصبح في استطاعتهم أن يهاجروا إلى المدينة فلذلك قال الله تعالى: {إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون}.
فقوله: {إن أرضي واسعة} كلام مستعمل مجازًا مركبًا في التذكير بأن في الأرض بلادًا يستطيع المسلم أن يقطنها آمنًا، فهو كقول إياس بن قبيصة الطائي:
ألم ترَ أن الأرض رحب فسيحة ** فهل تعجزني بقعة من بقاعها

ألا تراه كيف فرعَ على كونها رحبًا قولَه: فهل تعجزني بقعة.
وكذلك في الآية فرع على كونها واسعة الأمر بعبادة الله وحده للخروج مما كان يفتن به المستضعفون من المؤمنين إذ يُكرهون على عبادة الأصنام كما تقدم في قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أُكره وقلبُه مطمئن بالإيمان} [النحل: 106].
فالمعنى: أن أرضي التي تأمنون فيها من أهل الشرك واسعة، وهي المدينة والقرى المجاورة لها مثل خيبر والنضير وقريظة وقينقاع، وما صارت كلها مأمنًا إلا بعد أن أسلم أهل المدينة لأن تلك القرى أحلاف لأهل المدينة من الأوس والخزرج.
وأشعر قوله: {فإياي فاعبدون} أن علة الأمر لهم بالهجرة هي تمكينهم من إظهار التوحيد وإقامة الدين.
وهذا هو المعيار في وجوب الهجرة من البلد الذي يفتن فيه المسلم في دينه وتجري عليه فيه أحكام غير إسلامية.
والنداء بعنوان التعريف بالإضافة لتشريف المضاف.
ومصطلح القرآن أن عباد إذا أضيف إلى ضمير الجلالة فالمراد بهم المؤمنون غالبًا إلا إذا قامت قرينة كقوله: {أأنتم أضْلَلْتم عبادي هؤلاء} [الفرقان: 17] ، وعليه فالوصف ب {الذين ءامنوا} لما في الموصول من الدلالة على أنهم آمنوا بالله حقًا ولكنهم فتنوا إلى حد الإكراه على إظهار الكفر.
والفاء في قوله: {فإياي} فاء التفريع والفاء في قوله: {فاعبدون} إما مؤكدة للفاء الأولى للدلالة على تحقيق التفريع في الفعل وفي معموله، أي فلا تعبدوا غيري فاعبدون؛ وإما مؤذنة بمحذوف هو ناصب ضمير المتكلم تأكيدًا للعبادة.
والتقدير: وإياي اعبدوا فاعبدون، وهو أنسب بدلالة التقديم على الاختصاص لأنه لما أفاد الأمر بتخصيصه بالعبادة كان ذكر الفاء علامة تقدير على تقدير فعل محذوف قصد من تقديره التأكيد، وقد تقدم في قوله تعالى: {وإياي فارهبون} في أوائل سورة [البقرة: 40].
وحذفت ياء المتكلم بعد نون الوقاية تخفيفًا، وللرعاية على الفاصلة.
ونظائره كثيرة.
{كُل نَفْسٍ ذَائقَةُ الْمَوْت ثُم إلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)}.
اعتراض ثان بين الجملتين المتعاطفتين قصد منها تأكيد الوعيد الذي تضمنته جملة: {والذين ءامنوا بالباطل} [العنكبوت: 52] إلى آخرها، والوعد الذي تضمنته جملة: {والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنُبَوئَنهُم من الجنة غُرفًا} [العنكبوت: 58] أي الموت مُدرك جميع الأنفس ثم يرجعون إلى الله.
وقصد منها أيضًا تهوين ما يلاقيه المؤمنون من الأذى في الله ولو بلغ إلى الموت بالنسبة لما يترقبهم من فضل الله وثوابه الخالد، وفيه إيذان بأنهم يترقبهم جهاد في سبيل الله.
{وَالذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصالحَات لَنُبَوئَنهُمْ منَ الْجَنة غُرَفًا}.
عطف على جملة: {والذين ءامنوا بالباطل} [العنكبوت: 52].
وجيء بالموصول للإيماء إلى وجه بناء الخبر، أي نُبَوئَنهم غرفًا لأجل إيمانهم وعملهم الصالح.
والتبوئة: الإنزال والإسكان، وقد تقدم عند قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَوأْنَا بني إسْرَائيلَ مُبَوأَ صدْقٍ} في سورة يونس (93).
وقرأ الجمهور: {لَنُبَوئَنهُم} بموحدة بعد نون العظمة وهمزة بعد الواو.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف: {لَنُثَويَنهم} بمثلثة بعد النون وتحتية بعد الواو من اثواه بهمزة التعدية إذا جعله ثاويًا، اي مقيمًا في مكان.
والغُرَف: جمع غُرفة، وهو البيت المعتلَى على غيره.
وتقدم عنه قوله تعالى: {أولئك يُجْزون الغرفة} في آخر سورة الفرقان (75).